كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقولهم {أو آباؤنا الأولون} عطف على محل إن واسمها أو على الضمير في مبعوثون فإنه مفصول عنه بهمزة الاستفهام لزيادة الاستبعاد لبعد زمانهم، وهذا بيان للسبب الذي حملهم على الاستهزاء بجميع المعجزات وهو اعتقادهم أن من مات وتفرقت أجزاؤه في العالم فما فيه من الأرض اختلط بالأرض وما فيه من المائية والهوائية اختلط ببخارات العالم، فهذا الإنسان كيف يعقل عوده بعينه حيًا؟ ثم إنه تعالى لما حكى عنهم هذه الشبهة قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
{قل} أي: لهؤلاء البعداء البغضاء {نعم} أي: تبعثون على كل تقدير قدرتموه {وأنتم داخرون} أي: مكرهون عليه صاغرون ذليلون وإنما اكتفى تعالى بهذا القدر من الجواب؛ لأنه ذكر في الآية المتقدمة البرهان القطعي على أنه أمر ممكن وإذا ثبت الجواز القطعي فلا سبيل إلى القطع بالوقوع إلا بإخبار المخبر الصادق، فلما قامت المعجزة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم كان واجب الصدق فكان مجرد قوله: {نعم} دليلًا قاطعًا على الوقوع، وقرأ {متنا} بضم الميم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة، وكسرها الباقون.
وأما {أءذا} و{أئنا} فقرأ نافع والكسائي بالاستفهام في الأول والخبر في الثاني وابن عامر بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما وسهل الهمزة الثانية في الاستفهام نافع وابن كثير وأبو عمرو وحقق الباقون، وأدخل في الاستفهام الفاء بين الهمزتين قالون وأبو عمرو وهشام، والباقون بغير إدخال، وقرأ قالون وابن عامر {أو آباؤنا} بسكون الواو على أنها أو العاطفة المقتضية للشك، والباقون بفتحها على أنها همزة الاستفهام دخلت على واو العطف، وقرأ الكسائي {نعم} بكسر العين وهو لغة فيه، وقوله تعالى: {فإنما هي زجرة واحدة} جواب شرط مقدر أي: إذا كان كذلك فإنما البعثة زجرة أي: صيحة واحدة هي النفخة الثانية من زجر الراعي غنمه إذا صاح عليها، وأمرها في الإعادة كأمرها بكن في الابتداء ولذلك رتب عليها {فإذا هم ينظرون} أي: أحياء في الحال من غير مهلة ينظر بعضهم بعضًا، وقيل: ينظرون ما يحدث لهم أو ينظرون إلى البعث الذي كذبوا به، ولا فرق بين من صار كله ترابًا ومن لم يتغير أصلًا ومن هو بين ذلك، قال البقاعي: ولعله خص بالذكر؛ لأنه لا يكون إلا مع كمال الحياة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم «إذا قبض الروح تبعه البصر» وأما السمع فقد يكون لغير الحي؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال في الكفار من قتلى بدر: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم» قال: وشاهدت أنا في بلاد العرب المجاورة لنابلس شجرة لها شوك يقال لها: الغبيرا متى قيل عندها: هات لي المنجل لأقطع هذه الشجرة أخذ ورقها في الحال في الذبول فإنه سبحانه أعلم ما سبب ذلك.
تنبيه:
لا أثر للصيحة في الموت ولا في الحياة بل خالق الموت والحياة هو الله تعالى كما قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة}.
روي أن الله تعالى يأمر الملك إسرافيل فينادي: أيها العظام النخرة والجلود البالية والأجزاء المتفرقة اجتمعوا بإذن الله تعالى.
{وقالوا} أي: كل من جمعه البعث من الكفرة بعد القيام من القبور معلنين بما انكشف لهم من أنه لا ملازم لهم غير الويل {يا ويلنا} أي: هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه وقال الزجّاج: الويل كلمة يقولها القائل وقت الهلكة وتقول لهم الملائكة: {هذا يوم الدين} أي: الحساب والجزاء.
{هذا يوم الفصل} أي: بين الخلائق {الذي كنتم به تكذبون} وقيل: هو أيضًا من كلام بعضهم لبعض وقوله تعالى: {احشروا} أي: اجمعوا بكره وصغار {الذين ظلموا} أي: ظلموا أنفسهم بالشرك أمر من الله تعالى للملائكة عليهم السلام، وقيل: أمر من بعضهم لبعض أي: احشروا الظلمة من مقامهم إلى الموقف، وقيل: منه إلى جهنم {وأزواجهم} أي: وأشباههم عابدوا الصنم مع عبدة الصنم وعابدو الكواكب مع عبدتها كقوله تعالى: {وكنتم أزواجًا ثلاثة}.
أي: أشكالًا وأشباهًا، وقال الحسن: وأزواجهم المشركات، وقال الضحاك ومقاتل: قرناؤهم من الشياطين وعلى هذا اقتصر الجلال المحلي أي: يقرن كل كافر مع شيطانه في سلسلة {وما كانوا يعبدون من دون الله} أي: غيره في الدنيا من الأوثان والطواغيت زيادة في تحسيرهم وتخجيلهم، ومثل الأوثان الذين رضوا بعبادتهم لهم ولم ينكروا عليهم ذلك ويأمروهم بعبادة الله تعالى الذي تفرد بنعوت العظمة وصفات الكمال، وقال مقاتل: يعني إبليس وجنوده واحتج بقوله تعالى: {أن لا تعبدوا الشيطان}.
{فاهدوهم إلى صراط الجحيم} قال ابن عباس: دلوهم إلى طريق النار، وقال ابن كيسان: قدموهم، قال البغوي: والعرب تسمي السائق هاديًا، قال الواحدي: هذا وهم؛ لأنه يقال: هدى إذا تقدم ومنه الهادية والهوادي وهاديات الوحوش ولا يقال: هدى بمعنى قدم.
{وقفوهم} أي: احبسوهم قال البغوي: قال المفسرون: لما سيقوا إلى النار حبسوا عند الصراط فقيل لهم: قفوهم {إنهم مسؤولون} قال ابن عباس: عن جميع أقوالهم وأفعالهم، وروي عنه عن لا إله إلا الله، وقيل: تسألهم خزنة جهنم عليهم السلام {ألم يأتكم نذير} أي: رسل منكم جاؤكم بالبينات {قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} وروي عن أبي برزة الأسلمي قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه وعلمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه». وفي رواية و«عن شبابه فيم أبلاه»، وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من داع دعا إلى شيء إلا كان موقوفًا يوم القيامة لازمًا به وإن دعا رجل رجلًا ثم قرأ {وقفوهم إنهم مسؤولون}» ويقال لهم توبيخًا: {ما لكم} أي: أي شيء حاصل لكم شغلكم وألهاكم حال كونكم {لا تناصرون} قال ابن عباس: لا ينصر بعضكم بعضًا كما كنتم في الدنيا، وذلك أن أبا جهل قال يوم بدر: نحن جميع منتصر، فقيل لهم يوم القيامة ما لكم لا تناصرون، وقيل: يقال للكفار ما لشركائكم لا يمنعونكم من العذاب ويقال عنهم: {بل هم اليوم مستسلمون} قال ابن عباس: خاضعون وقال الحسن: منقادون يقال: استسلم للشيء إذا انقاد له وخضع، والمعنى: هم اليوم أذلاء منقادون لا حيلة لهم في دفع تلك المضار.
ولما أخبر سبحانه وتعالى عنهم بأنهم سئلوا فلم يجيبوا ربما كان يظن أنهم أخرسوا فنبه على أنهم يتكلمون بما يزيد تكذيبهم فقال عاطفًا على قوله تعالى: {وقالوا يا ويلنا}.
{وأقبل بعضهم} أي: الذين ظلموا {على بعض} أي: بعد إيقافهم لتوبيخهم وعبر عن خصامهم تهكمًا بقوله تعالى: {يتساءلون} أي: يتلاومون ويتخاصمون.
{قالوا} أي: الأتباع منهم للمتبوعين {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال الضحاك: أي: من قبل الدين فتضلوننا عنه، وقال مجاهد: عن الصراط الحق واليمين عبارة الدين الحق كما أخبر الله تعالى عن إبليس لعنه الله تعالى: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم}.
فمن أتاه الشيطان من قبل اليمين أتاه من قبل الدين فلبس عليه الحق واليمين هاهنا استعارة عن الخيرات والسعادات، لأن الجانب الأيمن أفضل من الجانب الأيسر، قال ابن عادل: لا تباشر الأعمال الشريفة إلا باليمين ويتفاءلون بالجانب الأيسر و«كان صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في شأنه كله»، وكاتب الحسنات من الملائكة على اليمين، ووعد الله تعالى المؤمن أن يعطيه الكتاب باليمين، وقيل: إن الرؤساء كانوا يحلفون للمستضعفين أن ما يدعونهم إليه هو الحق فوثقوا بأيمانهم، وقيل: عن اليمين عن القوة والقدرة كقوله تعالى: {لأخذنا منه باليمين}.
{قالوا} أي: المتبوعون لهم {بل لم تكونوا مؤمنين} أي: وإنما يصدق الإضلال منا أن لو كنتم مؤمنين فرجعتم عن الإيمان إلينا وإنما الكفر من قبلكم.
{وما كان لنا عليكم من سلطان} أي: قوة وقدرة حتى نقهركم ونجبركم على متابعتنا {بل كنتم قومًا طاغين} أي: ضالين مثلنا.
{فحق} أي: وجب {علينا} جميعًا {قول ربنا} أي: كلمة العذاب وهو قوله تعالى: {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}.
{إنا} أي: جميعًا {لذائقون} أي: العذاب بذلك القول ونشأ عنه قولهم:
{فأغويناكم} أي: فأضللناكم عن الهدى ودعوناكم إلى ما كنا عليه {إنا كنا غاوين} أي: ضالين فأحببتم أن تكونوا مثلنا، وفيه إيماء بأن غوايتهم في الحقيقة ليست من قبلهم إذ لو كان كل غواية بإغواء غاوٍ فمن أغوى الأول قال الله تعالى: {فإنهم} أي: المتبوعين والأتباع {يومئذ} أي: يوم القيامة {في العذاب مشتركون} أي: كما كانوا مشتركين في الغواية.
{إنا} أي: بما لنا من العظمة والقدرة {كذلك} أي: كما نفعل بهؤلاء {نفعل بالمجرمين} غير هؤلاء أي: نعذبهم التابع منهم والمتبوع ثم وصفهم الله تعالى بقوله: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} أي: يتكبرون عن كلمة التوحيد أو عمن يدعوهم إليها.
{ويقولون أئنا} في الهمزتين ما مر {لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم ثم إن الله تعالى كذبهم في ذلك الكلام بقوله تعالى: {بل جاء بالحق} أي: الدين الحق {وصدق المرسلين} أي: صدقهم في مجيئهم بالتوحيد فأتى بما أتى به المرسلون من قبله ثم التفت من الغيبة إلى الحضور فقال تعالى: {إنكم لذائقو العذاب الأليم} ثم كأنه قيل: كيف يليق بالرحيم الكريم المتعالي الغني عن الضر والنفع أن يعذب عباده؟ فأجاب بقوله تعالى: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون} أي: جزاء عملكم وقوله تعالى: {إلا عباد الله المخلصين} أي: المؤمنين استثناء منقطع، وقرأ نافع والكوفيون بفتح اللام بعد الخاء أي: إن الله تعالى أخلصهم واصطفاهم بفضله، والباقون بالكسر أي: إنهم أخلصوا الطاعة لله تعالى وقوله: {أولئك لهم} أي: في الجنة {رزق معلوم} أي: بكرة وعشيًا بيان لحالهم وإن لم يكن ثم بكرة ولا عشية فيكون المراد منه معلوم الوقت وهو مقدار غدوة أو عشية، وقيل: معلوم الصفة أي: مخصوص بصفات من طيب طعم ولذة وحسن منظر، وقيل معناه: أنهم يتقينون دوامه لا كرزق الدنيا الذي لا يعلم متى يحصل ومتى ينقطع، وقيل: معلوم القدر الذي يستحقونه بأعمالهم من ثواب الله تعالى وقوله: {فواكه} يجوز أن يكون بدلًا من رزق، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر أي: ذلك الرزق فواكه وفي الفواكه جمع فاكهة قولان:
أحدهما: أنها عبارة عما يؤكل للتلذذ لا للحاجة وأرزاق أهل الجنة كلها فواكه؛ لأنهم مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات فإن أجسامهم محكمة مخلوقة للأبد فكل ما يأكلونه فعلى سبيل التلذذ.
والثاني: أن المقصود بذكر الفاكهة التنبيه بالأدنى على الأعلى أي: لما كانت الفاكهة حاضرة أبدًا كان المأكول للغذاء أولى بالحضور.
{وهم مكرمون} أي: في نيله يصل إليهم من غير تعب وسؤال لا كما عليه رزق الدنيا.
ولما ذكر مأكلهم ذكر مسكنهم بقوله تعالى: {في جنات النعيم} أي: في جنات ليس فيها إلا النعيم وهو متعلق بمكرمون أو خبر ثان لأولئك أو حال من المستكن في مكرمون وقوله تعالى: {على سرر متقابلين} أي: لا يرى بعضهم قفا بعض حال، ويجوز أن يتعلق على سرر بمتقابلين، ولما ذكر سبحانه وتعالى المأكل والمسكن ذكر بعد ذلك صفة المشرب بقوله تعالى: {يطاف عليهم} أي: على كل منهم {بكأس} أي: بإناء فيه خمر فهو اسم للإناء بشرابه فلا يكون كأسًا حتى يكون فيه شراب وإلا فهو إناء، وقيل: المراد بالكأس: الخمر كقول الشاعر:
وكأس شربت على لذة ** وأخرى تداويت منها بها

أي: رب كأس شربت لطلب اللذة وكأس شربت للتداوي من خمارها، والكأس مؤنثة كما قاله الجوهري، وقوله تعالى: {من معين} أي: من شراب معين أو من نهر معين مأخوذ من عين الماء أي: يخرج من العيون كما يخرج الماء وسمي عينًا لظهوره يقال: عان الماء إذا ظهر جاريًا وقوله تعالى: {بيضاء} أي: أشد بياضًا من اللبن قاله الحسن صفة لكأس، وقال أبو حيان: صفة لكأس أو للخمر، واعترض بأن الخمر لم يذكر، وأجيب عنه: بأن الكأس إنما سميت كأسًا إذا كان فيها الخمر وقوله تعالى: {لذة} صفة أيضًا وصفه بالمصدر مبالغة كأنها نفس اللذة وعينها كما يقال: فلان جود وكرم إذا كان المراد المبالغة، وقال الزجاج: أو على حذف المضاف أي: ذات لذة وقوله تعالى: {للشاربين} أي: بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب صفة للذة، وقال الليث: اللذة واللذيذة يجريان مجرى واحد في النعت يقال: شراب لذ ولذيذ وقوله تعالى: {لا فيها غول} صفة أيضًا، واختلف في الغول فقال الشعبي أي: لا تغتال عقولهم فتذهب بها وقال الكلبي: معناه الإثم أي: لا إثم فيها، وقال قتادة: وجع البطن، وقال الحسن: صداع، وقال أهل المعاني الغول: فساد يلحق في خفاء يقال: اغتاله اغتيالًا إذا أفسد عليه أمره في خفية، وخمر الدنيا يحصل منها أنواع الفساد منها السكر وذهاب العقل ووجع البطن والصداع والقيء والبول ولا يوجد شيء من ذلك في خمر الجنة {ولا هم عنها ينزفون} أي: يسكرون، وقرأ حمزة والكسائي بكسر الزاي من أنزف الشارب إذا نزف عقله من السكر، والباقون بفتحها من نزف الشارب نزيفًا إذا ذهب عقله أفرده بالذكر وعطفه على ما يعمه؛ لأنه من عظم فساده كأنه جنس برأسه.
ولما ذكر تعالى صفة مشروبهم ذكر عقبه صفة منكوحهم بقوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطرف} أي: حابسات الأعين غاضات الجفون قصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم لحسنهم عندهن وقوله تعالى: {عين} جمع عيناء وهي الواسعة العين والذكر أعين قال الزجاج: كبار الأعين حسانها يقال: رجل أعين وامرأة عيناء ورجال ونساء عين.
{كأنهن} أي: في اللون {بيض} للنعام {مكنون} أي: مستور بريشه لا يصل إليه غبار ولونه وهو البياض في صفرة يقال: هذا أحسن ألوان النساء تكون المرأة مشربة بصفرة قال ذو الرمة في ذلك:
بيضاء في ترح صفراء في غنج ** كأنها فضة قد مسها ذهب

قال المبرد: والعرب تشبه المرأة الناعمة في بياضها وحسن لونها ببيضة النعامة، وقال بعضهم: إنما شبهت المرأة بها في أجزائها فإن البيضة من أي جهة أتيتها كانت في رأي العين مشبهة للأخرى وهو في غاية المدح وقد لحظ هذا بعض الشعراء فقال:
تناسبت الأعضاء فيها فلا ترى ** بهن اختلافًا بل أتين على قدر

ويجمع البيض على بيوض قال الشاعر:
بتيهاء قفر والمطي كأنها ** قطا الحزن قد كانت فراخًا بيوضها

{فأقبل بعضهم} أي: بعض أهل الجنة {على بعض يتساءلون} معطوف على يطاف عليهم أي: يشربون فيتحادثون على الشراب قال القائل:
وما بقيت من اللذات إلا ** محادثة الكرام على المدام

وأتى بقوله تعالى: {فأقبل} ماضيًا لتحقق وقوعه كقوله تعالى: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار}.